Volume 2023, Number 95 (2023) year 37 Issue No. 95 July 2023

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وبعد،، يصدر هذا العدد مع حدث مهم تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة وهو الدورة 28 لمؤتمر الأطراف (COP 28) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) (اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ)، في الفترة من 30 نوفمبر 2023 إلى 12 ديسمبر 2023، وهذه الدورة تتزامن مع اليوم الوطني لدولة الإمات العربية المتحدة والذي يصادف الثاني من ديسمبر. سيستضيف الحدث أكثر من 80 ألف مندوب، بما في ذلك 140 رئيس دولة وحكومة، الذين سيناقشون ويتخذون قرارات بشأن قضايا بيئية مهمة على المستوى العالمي. مؤتمر الأطراف هو أعلى هيئة لصنع القرار في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتم إنشاء اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للتعامل مع التهديد المتزايد لتغير المناخ والتقليل من آثار التدخل البشري على الوضع المناخي وتقليل الأنشطة التي تسبب ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. تم التوقيع عليها في عام 1992 في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية المعروف أيضًا باسم قمة ريو أو قمة الأرض، ويقع مقر الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في بون، ألمانيا. يتم التناوب على رئاسة ومكان انعقاد مؤتمر الأطراف بين مناطق الأمم المتحدة الخمس المعترف بها - الكاريبي وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية والغربية. عقد أول اجتماع لمؤتمر الأطراف في برلين بألمانيا في مارس 1995. ويعقد مؤتمر الأطراف كل عام ما لم يقرر الأطراف خلاف ذلك. لم يأت اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة مكانا لانعقاد مؤتمر الأطراف عبثا، فقد أثبت الدولة ومنذ أكثر من ثلاثين سنة قدرتها وإمكانيتها على استضافة هذه الأحداث المهمة وأنها رائدة في جميع المجالات بما في ذلك جهودها في استدامة المناخ. ودور الإمارات، في مشروعات استدامة المناخ، نموذج رائع لمختلف دول العالم بما تتضمنه من نجاحات بارزة، أهمها امتلاك الإمارات 5 مصادر نظيفة للطاقة الكهربائية، والتأكيد على أن الاقتصاد الأخضر أولوية الإمارات، وأنشأت الدولة أكثر من مدينة مستدامة. كما وأن دولة الإمارات صادقت على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في عام 1989، وانضمت إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1995، كما وقعت الإمارات، على اتفاق باريس عام 2015، وصادقت على بروتوكول كيوتو عام 2005، كما نظمت، واستضافت اجتماع أبوظبي للمناخ. وقد افتتحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "IRENA" في عام 2015، مقرها الرسمي الدائم في مدينة مصدر في أبوظبي، وهو مشروع عمراني منخفض الكربون يتبنى حلولاً مبتكرة في مجال كفاءة الطاقة والمياه، والتنقل، وتقليل النفايات. وبمناسبة هذا الحدث، فإن المجال متاح أمام الباحثين القانونيين وغيرهم ليقدموا ما لديهم من أبحاث ودراسات في مجال استدامة المناخ وتحقيق العدالة المناخية وحماية المناخ وتمكين الإنسان من التمتع بحقوقه الأساسية والتي تأثرت من الآثار السلبية لتغير المناخ والسياسات المضرة بحماية المناخ. يتضمن هذا العدد مجموعة من الأبحاث المتميزة والمتنوعة في مجالات قانونية مختلفة، حيث تطرق البحث الزول إلى الحماية القانونية لحقوق دائني بائع المحل التجاري في القانون الإماراتي "دراسة مقارنة"، بينما تحدث البحث الثاني عن "الالتزام ببذل عناية والالتزام بتحقيق نتيجة في نطاق العقود الذكية ـ دراسة مقارنة"، وفصل البحث الثالث في أثر تعيين الاختصاص التشريعي في الاختصاص القضائي في مسائل الميراث والدعاوى المتعلقة بالتركة، وتناول البحث الرابع "مبدأ الأمن القانوني في ضوء القضاء الدستوري والإداري"، وتطرق البحث الخامس للحرَّية التعاقديّة، حقٌّ أساسي؟ قراءة في نصوص القانون التُّونسي"، وتناول البحث السادس "تضييق نطاق الدفع بالنظام العام في القانون الدولي الخاص الإماراتي (دراسة نقدية)، بينما تحدث البحث السابع عن "الطبيعة القانونية لحق اللاجئين الفلسطينيين بالوحدات السكنية في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة. وأخيرا فإن البحث الثامن تطرق إلى "حــجــيـة الـقـرار الإداري الإلـكترونـي في الـمملـكة العـربيــة السعـودية" ولم تغفل المجلة عن نشر أحكام قضائية حديثة جداً، صادرة عن المحكمة الاتحادية العليا الإماراتية، ضمن باب الأعمال غير المحكمة. ومن الله التوفيق والسداد، ، د. محمد شاكر الحمادي رئيس التحرير