•  
  •  
 

Volume 2006, Number 27 (2006) Year 20, Issue No, 27 July 2006

الحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصالحات، وبفضله وإحسانه تنكشف الكربات، والصّلاة والسلام على سيّد الكائنات، سيّدنا محمّد r أشرف المخلوقات، وعلى آله وأصحابه الأنجم السائرات. وبعد؛ فمن نعم الله تعالى السابغة عليّ، وإحسانه إليّ، ورحمته بي أن سلكني في حَمَلة الشريعة الإسلامية الغراء. وأتذكّر بعد هذه السنوات أنّني في شهر نوفمبر عام 1991 كنت ضمن المكرّمين في جائزة راشد للتفوق العلمي بمناسبة حصولي على درجة الماجستير آنذاك، وقد سألني أحد الصحافيين يومئذٍ عن المشاعر التي تتواثب في خاطري في ذلك اليوم الأغرّ الأبلج، وقد نوّهتُ في إجابتي عن سؤاله بجلالة هذا التكريم ونباهة محله، وعلوّ قدره للمكرّمين الذين توفّروا على خدمة العلم، وقضوا ربيع أعمارهم في مغانيه العامرة ورياضه الزاهرة، من أجل أن يُعْلوا صروح العلم والعزّ والمجد والسؤدد في أوطانهم. وأعربتُ عن فكرة نبيلةٍ ملكت عليّ نفسي من أقطارها، إذ كنت أتشوّفُ إلى إنشاء جائزةٍ للمتفوقين في حفظ القرآن الكريم وتلاوته تسمو على كل الجوائز؛ لأنّ كلام الله تعالى هو أعظم الكلام وأشرفه وأنبله، وفضله على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه؛ ولأنّ حفظة القرآن هم أشرافُ أمة الإسلام. وما هي إلا سنواتٌ معدوداتٌ حتى نهد إلى تحقيق هذه الأمنية العزيزة الغالية رجلٌ ماجدٌ نبيل، كريم المحتد، أصيل النِّجار، مُعرقٌ في المعالي والفِخار، لا يفتأ يوجف خيله وركابه في ميادين الخير والبِرّ والإيثار، ذلكم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إذ أصدر قراره الحصيف الصائب الرشيد، ومرسومه الميمون المبارك السديد بإنشاء جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ورصد لها المكافآت الجسيمة والجوائز العظيمة، والهبات الكريمة، حتى إنها بذّت بفضل الله تعالى وتوفيقه، وهي حديثة الإنشاء، كلّ الجوائز الّتي تُمنح لحفظ القرآن وترتيله في العالم كلّه، فإذا الأماني حقائق مشرقات تغدو وتروح، تزرع فينا العزم والثقة والأمل، وتُذكي في صدورنا روح البذل والعطاء والعمل، ولا يزال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرعى هذه المأثرة الجليلة حقّ الرعاية، ويوليها كامل الاهتمام والعناية، ويحوطها من جوانبها كافة، ويتابع أدقّ تفصيلاتها بحصافته المعهودة وألمعيّته المشهودة، فطابت ثمارها، وأينع جناها، فله أخلص الشكر وأصدقه وأزكاه. إنّ ممّا لا ريب فيه أنّ هذه الجائزة إجلالٌ لله تبارك وتعالى؛ لأنّ من إجلال الله عزَّ وجلَّ إكرامَ حملة كتابه المبين، غير الغالين فيه ولا الجافين عنه؛ ولأنّ أهل القرآن هم أهلُ الله سبحانه وتعالى وحزبه المتقون وأولياؤه المفلحون. قال رسول الله r: « إنّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط »( )، وقال عليه الصلاة والسلام: « إنّ لله أهلين » قيل: من هم يارسول الله؟ قال: « أهل القرآن هم أهل الله وخاصته »( ). ولا جرم أنّ لهذه الجائزة آثارًا طيّبات وعواقبَ محمودات، ونتائج غُرًّا محجّلات، إذ نفثت في روع أبنائنا خاصة وأبناء المسلمين عامّة حُبّ القرآن المبين، المعجزة السرمدية المستمرّة على تعاقب الأزمان، والشمس المشرقة ما تعاقب الليل والنهار، وأورت عزمهم، وأذكت حزمهم للإفادة من أوقاتهم، والوقت هو الحياة، لاغتنام نعمة الشباب ونعمة الفراغ واهتبال فرصة العمر في حفظ القرآن الكريم، وإتقان أحكام تلاوته، وتدبُّر ما فيه من التشريعات والهدايات والآداب والفضائل والأمثال والمواعظ والحكم والأحكام؛ ليتسربلوا بالخصال الحميدة والشمائل المجيدة، والشيم المرضيّة والآداب السنيّة، ويكونوا عُدّة الفتح المبين، ويحملوا رايات القرآن في الخافقين. وقد عَرَّفت هذه الجائزة أبناءنا القراءات القرآنية المتواترة التي نقلها القرّاء العدول الضابطون الحُذّاق عن أمثالهم من أول السند إلى منتهاه نقلا عذبًا سلسلا بالأسانيد المتواترة على مرّ العصور من لدن رسول الله r إلى يومنا هذا، فبعض المشاركين يقرأ برواية حفص عن عاصم بن أبي النُّجود الكوفي وبعضهم يقرأ برواية ورش أو قالون عن نافع بن أبي نعيم المدني، وآخرون يقرأون برواية الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري، وهكذا، وكلّ هذه الروايات في التواتر والثبوت سواء، والقراءات السّبع متواترة بإجماع العلماء، وذلك لعمري يبعث في النفس السرور الغامر، والإعجاب الباهر، والثناء العاطر، والثقة والأمل بالمستقبل العظيم الزاهر. إنّ في هذه الجائزة بحقّ إجلالا وإكرامًا لحفظة القرآن الكريم الذين أسهموا في دوراتها التسع، وكذلك الّذين يشاركون في الدورة العاشرة النَّضرة الّتي تكمل بها الجائزة عقدها الأوّل، وللحكومات والدول والمؤسسات والجهات الّتي ترشّحهم، ولأهل القرآن الذين لا يُقدَّر لهم حضور هذه الرياض الربانيّة. ولا ريب أنّ الذي بوّأ هؤلاء الفتية هذا المقام العليّ المكين هو حفظهم القرآن المبين، قال رسول الله r: « إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين »( )، ولهم في الآخرة مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر يوم الدّين كما أخبر بذلك إمام الأنبياء والمرسلين r بقوله: « يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأ بها »( ). وبهؤلاء الفتية الذين ربط الله تعالى على قلوبهم برباط الهدى والتقوى والإيمان نستمطر الرحمة والمغفرة والرضوان، والنصر على الأعداء في الميدان؛ لأنّ أهل القرآن لا تستعبدهم الشهوات والأهواء، ولا تُخيفهم قوة الأعداء، وسطوة السفهاء؛ لأنّ قلوبهم موصولة بالله تعالى ربّ الأرض والسماء، وأرواحهم تتسنّم صهوات المجد والسؤدد والعزة القعساء، ونفوسهم ترتع في رياض القرآن الذي لايخلق جِدة، ولا تنفد عجائبه، ولا يبلى على كثرة الردّ: وإن كتاب الله أوثق شافع وأغنى غناء واهبًا متفضّلا وخير جليس لا يُمَلُّ حديثه وترداده يزداد فيــه تجمُّلا يحيي هؤلاء الفتية المشاركون في الجائزة، أحيا الله قلوبهم، قلوب المسلمين في هذه البلاد العامرة في ليالي رمضان المباركة بسماع آيات التنزيل، ويثلجون صدورنا بأصواتهم النديّة وأدائهم العذب الجميل، وحينها تتغشّانا الرحمات، وتنزّل علينا السكينة، وتحفّ بنا الملائكة، ويذكرنا الله تعالى عنده في الملأ الأعلى، قال عليه الصلاة والسلام: «ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده »( ). وتكشف هذه الجائزة عن سرٍّ عظيم من أسرار القرآن العظيم، إذ يَسَّر الله تعالى حفظه في الصدور وجعل السُّبل إلى ذلك معبّدة ذُللا، قال تعالى: ) ولقد يَسَّرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكِر(( )، وآية ذلك أن الأعجميّ يحفظه في صدره مجوّدًا مرتّلا، يأخذ بأزمّة القلوب إذا قرأ أو تلا، ويتبوّأ بصنعه عند الله تعالى الدرجات العُلى، وهو لا يُحسن أن يقيم حرفًا من حروف العربية، وإنما حَفِظ القرآن وتلقّاه وأحكمه بالرواية والمشافهة والسّماع من أفواه القرّاء النُّبغاء الحُذّاق، وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين وأمة القرآن المبين، ) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (( )، وفي المشاركين - في كلّ دورة - عددٌ من الإخوة الذين لا يُحسنون الكلام بالعربية، وهم من المهرة الحفظة المتقنين. وإنه لممّا يُثلج الصدر، ويُسعد البال، ازدياد عدد المتقدمين لهذه الجائزة، وتثبت الاختبارات التي تُجرى لهم أنهم من الحفظة المهرة الحذاق، وأنّ الجهات الّتي ترشّحهم تُحسن اختيارهم حقّ الإحسان. ومما يُسرُّ الخاطرَ أيضًا توسيع دائرة المشاركة العالميّة، إذ يَفِد المشاركون على الدورة من أقطارٍ كثيرة، وينسلون إليها من فجاجٍ بعيدة من مشرق العالم ومغربه. وإنه لممّا يُبهج النفس حقًّا ما رأيناه ونراه من تنافسٍ شديدٍ عظيمٍ بين المشاركين في حفظ القرآن وإحكام تلاوته ليحوزوا أعلى الدرجات، ويتسنّموا أسنى المقامات، ويتبوؤا أرفع الذُّروات، ويا له من تنافسٍ كريمٍ محمودٍ في حفظ كتاب الله الودود، ) وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (( ). ومن مزايا هذه الجائزة النبيلة تفرّدها بالشخصية الإسلامية، إذ يُكرّم في كلّ دورة من دوراتها علمٌ من أعلام الأمة في هذا العصر، تقديرًا لجهوده المحمودة وأياديه البيض في نصرة الإسلام، والدعوة إليه، والذِّياد عن شعائره وشرائعه ومشاعره، وقد وفّق الله تعالى اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في مسعاها، وسار اليُمْن في ركابها، إذ أحسنت الاختيار، وكرّمت أبناء الأمّة الأبرار، الذين لهم قدمُ صدقٍ في الدفاع عن حُرُماتِ الإسلام، والجهاد في سبيله، الذين ترجموا العلم إلى العمل، وأسرجوا جياد الأمل، ودفعوا عن أمتهم كلّ خطب جلل، ونصروا قضاياها المصيرية، وأحيوا مآثرها ومكارمها وفضائلها وآمالها. وإننا لنهيب - في هذه المناسبة الغرّاء الفرعاء الميمونة - بالقطاع الخاص الذي له مشاركاته الكثيرة في أنشطة تجارية مختلفة ومتعددة، نهيب به أن يُسهم في رعاية هذه المسابقة، فهي أجلُّ المسابقات قدرا، وأعظمها خطرا، وأبعدها أثرا؛ لأنّها موصولة الأسباب بأشرفِ كتاب، وأقومِ منهج، وأعظمِ دستور، بكتاب الله العزيز الغفور، فيا لها من تجارة رابحة لا تبور، ويا له من منهج رشيد سديد لا ينضب خيره وبرّه وإحسانه ولا ينفد ولا يغور، يُورث أتباعه السعادة والمجد والظفر والحبور، والخلود في الجنات يوم لقاء الله تعالى يوم البعث والنشور، قال تعالى: ) إنّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانية يرجون تجارةً لن تبور % ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور(( ). وإننا إذ نهنئ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منشىء هذه الجائزة بالمنزلة الّتي بوّأه الله تعالى إياها، في رعاية هذه الجائزة الميمونة، فإننا لنرنو بعين الثقة والأمل إليه، وهو البحر العذب الفرات، سليل الأمجاد والمآثر والمكرمات، ونطمع أن ينشىء سموه جائزة أخرى للعلوم الإسلامية المختلفة ولا سيّما الحديث الشريف والفقه المُنيف ليضيف مآثر أخرى إلى صرح مكارمه الشامخ المنيف؛ لأنّ الحديث الشريف هو كلام رسول الله r الّذي وصفه الله تعالى بقوله: ) وما ينطق عن الهوى % إن هو إلا وحي يوحى(( )، وأمّا الفقه فما أحوج الأمة إلى فقهاءَ أعلام ينيرون الدرب للناس، ويأخذون بأيديهم في زمنٍ اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح كلّ ناعق يدّعي علمًا، وتشتت أمر الأمّة بسبب الفتاوى المنحرفة والأفكار المتطرفة والتأويلات المضلّلة لنصوص القرآن والسنّة الصادرة عن طائفةٍ لم تذق حلاوة الإيمان ولذّة العلم، ولم تتربّ بعلم السلوك، ولم تنشأ على معرفة قدر أهل العلم، ولم تتعوّد احترام رأي الآخرين من أعلام الأمة، بل أخذ الغرور منهم كلّ مأخذ حتّى ظنّوا أنفسهم شيوخ الإسلام وأئمة الدين، يحلّلون ويحرّمون، ويبدّعون ويفسّقون، وجرّوا على الأمة الويلات وشرور المفسدين. ولا يمكن لنا أن نغفل عن التنويه بالجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة المنظمة للجائزة ممثلة برئيسها المستشار الأستاذ الأديب إبراهيم محمّد بو ملحة، ونائبه الفذّ الدكتور سعيد عبدالله حارب، وأعضائها كافة، إذ إنها لا تألُو جهداً في حسن التنظيم والمتابعة والترتيب، وإبراز وقائع المسابقة في ثوبٍ جذّابٍ مهيبٍ قشيب، يأخذ بأعنّة الأفئدة والنفوس، فلها منا خالص الشكر مصحوبًا بعاطر الثناء وصادق الدعاء. ولا بُدّ لنا أن نُزجي أصدق الشكر وأجزله وأنماه إلى السادة الأجلاء الفضلاء النبغاء أعضاء لجنة التحكيم وهم من القرّاء الحذاق الأثبات الثقاب البصراء على ما يبذلون من جهد ناصب، وعمل دائب، ونزاهة تامّة لإنجاح هذه المسابقة الكريمة. والشكر موصول للقنوات التلفزيونية التي تبذل جهودًا مشكورة في إذاعة فقرات هذه المسابقة وتغطية أحداثها، وإننا لنأمل كلّ الأمل، ونرجو أن يتحوّل الأمل إلى عمل، أن تُنقل هذه المسابقة كاملة في الدورة العاشرة على العديد من القنوات الفضائية حتى يَعُمَّ نفعها، ويتضوّع عُرْفها، ويذيع أرجها في مشرق العالم ومغربه دعوة صادقة إلى حفظ كتاب الله، وإتقان تلاوته، واتباع هداه، ونشر ألويته خفاقة في العالمين، قال الله تعالى: ) ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين( ( ). اللهم هيىء لنا وللمسلمين من أمرنا رشدا، وهب لنا من لدنك عونًا ومددًا، ومكّن للإسلام وأهله في العالمين، واكتب لهم النصر المؤزّر والفتح المبين، إنك خير مسؤول وأكرم مأمول. كلمةٌ أخيرة: ينبغي لنا - هيئة التحرير - أن نتحدّث بنعم الله تعالى ) وإن تَعُدُّوا نعمت الله لا تُحصوها(( )، فمن آلائه السَّابغة علينا، وإحسانه إلينا أن اتّسعت دائرة الهيئة الاستشاريّة، فازدان جيدُها بنخبةٍ كريمةٍ من كبار المتخصصين في مجالات مختلفة من العلوم الشرعيّة والقانونيّة من أصقاعٍ شتّى. وقد كلّل الله تعالى جهودنا باليُمن والتوفيق، فبعد أن كانت سنويّة، إذا بها تتحوّل إلى فصليّة تصدر كلّ ثلاثة أشهر، تزخر بالعديد من البحوث العلميّة القويّة الرصينة، حيث طبّقت قواعد النشر بصرامة. وصار للمجلّة موقعٌ في الفهرس الدولي للمجلات، وصُنّفت في عددٍ من الفهارس العالميّة الخاصّة بالمجلات المحكّمة بعد أن حصلت على ترقيمٍ دوليٍّ لها، وأصبحت المجلّة تصدر في ثلاث صور؛ النسخة الورقيّة، وأخرى على الأسطوانات المرنة، وثالثةٌ عبر شبكة الإنترنت على الموقع الخاصّ للمجلّة، ولكلّ صورة من الصُّوَر رقمٌ دوليٌّ خاصٌّ بها، وتتوافر في الموقع الإلكتروني جميع أعداد المجلّة منذ صدورها وحتّى هذا العدد. ولابُدَّ لي، وأنا أودّع منبر تحرير هذه المجلّة الغرّاء، أن أُزجي الشُّكر خالصًا مصحوبًا بعاطر الثناء إلى الأساتذة الأجلاء أعضاء هيئة التَّحرير، إذ كانوا إخلاصًا يتجسّم، وعطاءً يتكلَّم، وسعيًا دؤوبًا يُحْتذى ويُتَرَسَّم، فقد بذلوا ولا يفتأون يبذلون جهدًا ناصبًا، وعملا دائبًا، ونظرًا صائبًا؛ ليكون نجمُ المجلّةِ في ارتقاءٍ وصعودٍ وسعودٍ، لِتُواصل مسيرتها العلميّة الظافرة، وتبلغ هدفها السَّامي المنشود، أجزل الله تعالى مثوبتهم، ونضَّر وجوههم في الدَّارَين، وأسبغ عليهم نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنةً، ووفّقهم كلَّ التوفيق في أداء رسالتهم المنوطةِ بهم، وسدَّدَ خُطاهُم، وتوَّجَ بالنَّجاح مسعاهم. كما يجب عليَّ أن أتقدّم بأخلص الشكر وأزكاه إلى أخي الألمعي النبيل الدكتور محمّد القاسمي مدير التحرير على ما قام به من جهودٍ كريمة وما أسدى من معونةٍ نافعة في تطوير وتحديث هذه المجلّة حتّى أصبحت تسامي أرقى المجلات العلميّة المرموقة، نفع الله به وسدّد خُطاه، وأعانه على ما أناط به من مسؤوليّات، ورفع درجاته في الدنيا والآخرة. وأخصّ بالشكر أخي الكريم الأستاذ إبراهيم دعدوع على أياديه البيض ومساعيه المشكورة الّتي توالت تترى، إذ كان لهيئة التحرير ردءًا وذُخْرًا، يساعدها في إخراج هذه المجلّة في ثوبٍ قشيب وشكلٍ جميل، أسألُ الله العليّ القدير أن يجزيه خير الجزاء، ويرزقه وذريّته السعادة في الدّارين. وفي الختام كل الشكر والتقدير لإدارة المطبوعات ولمطبعة الجامعة بكل العاملين فيها على تعاونهم الدائم وجهدهم المتواصل والدؤوب لإنجاز طباعة المجلّة، والشكر موصولٌ للمصمّم الموهوب الأستاذ محمّد فتحي على إنجاز التصاميم الرائعة للمجلّة، كما أشكر الأستاذ تامر صبري على ما قدّم من عونٍ صادقٍ ومتواصل في تنفيذ الأعمال التقنيّة للمجلّة؛ متمنيًا لهما دوام التقدم والرقيّ. والحمد لله وحده على ما أنعم وتفضَّل به عليَّ من أداء ما أنيط بي من إدارة التحرير منذ العدد الرابع عشر ولغاية العدد العشرين، ثمّ ما حمّلني من مسؤوليّة رئاسة التحرير في السنوات الثلاث الماضية بدءًا بالعدد الحادي والعشرين ولغاية العدد السابع والعشرين، وأسأله سبحانه أن يتقبل منّي ما بذلته من جهدٍ ووقتٍ في تطوير هذه المجلّة حتّى غدت بهذه الصُّورة المشرقة، ولله الحمدُ والمنَّة، وأن يغفر لي ما وقعتُ فيه من خطأ أو زلل، وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه، ينفعني ) يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم(( ). ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذابَ النار، واجعل كيد أعداء دينك الّذين يتربّصون بالإسلام وأهله الدوائر في تبابٍ وخسارٍ وبوار، وأكرم المسلمين بنصرٍ مؤزَّرٍ مبين، واشف صدور قومٍ مؤمنين، ومكِّن لهم في العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلَّى الله تعالى وسلَّم وبارك على سيدنا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وسيد القرّاء والحافظين، وإمام المجاهدين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Articles

PDF

The Progeny Entailment
Prof. Mohammad Alzuhaili