Date of Award

6-2023

Document Type

Dissertation

Degree Name

Doctor of Philosophy (PhD)

Department

Arabic Language and Literature

First Advisor

د. عماد أحمد الزبن

Arabic Abstract

إن العربية الفصيحة المعاصرة تشهد تطوراً في الاستعمال، وهذا أمر حتمي في كل لغة تعيش في مجتمع، له مواضيعه واهتماماته وسياقاته. ومن الطبيعي أن يجد هذا الملحظ من يقبله ويستوعبه ويتعهده بالدَّرس، ومن يخطئه ويرفضه من جهة أخرى، الحالين، فإن الأمر يستحق التحقيق والدراسة. وعلى هذا الأساس، فقد هدفت الدراسة إلى الوقوف على مظاهر التطور في الأدوات بوصفھا جزءا أساسیّا من اللّغة، لا سیّما أنّ العربیّة الفصیحة المعاصرة

توصَف بأنّھا عربیّة مكتوبة، والكتابة قناة تواصلیّة تنشط فیھا الأدوات. وقد حققت الكتابة نمواً في شكلها وأسلوبها منذ عصر النهضة، وصاحَب هذا النمو حركة لغوية نقدية، مستمرة إلى اليوم، تسعى إلى تقييم المشهد اللغوي العام وتقويم ما تنظر إليه نظرة تخطيء. وكان للأدوات نصيب من هذه الحركة النقدية، وبخاصة ما دار من كلام النقاد اللغويين في إطار الأساليب بوصفها مواة لغوية مستعارة من اللغات الأجنبية.

وفي ظل هذا المشهد، الذي يتجاذبه طرفان: الاستعمال والنقد اللغوي، حاولت الدراسة أن تجيب عن أسئلة ثلاثة: كيف يكون الاستعمال في الأدوات شاهدا على التطور اللغوي في العربية الفصيحة المعاصرة؟ وكيف نظر إليه الدارسون، ولا سيما ما يتصل بظاهرة التصويب والتخطيء؟ وما هي المقاربات اللسانية المطروحة في تفسير هذه التطور؟

لأجل ذلك فقد اعتمدت الدراسة على مصادر متنوعة تستقي منها مادتها المدروسة، وهي صفحات الشابكة (الإنترنت)، وكتابات سردية (الرواية بخاصة)، وكتب أكاديمية، وأخيرا دراسات أكاديمية محكمة في مجلة الفكرالعربي المعاصر ومجلة فصول. وامتدت الفترة الزمنية من منتصف الثمانين إلى يومنا هذا. وكان الغرض من هذه المصادر الوقوف على الاستعمال المتنامي عند مستعملين يفترض فيهم التحقق في اللغة.

وقد اقتضت الدراسة أن تكون في أربعة فصول، الفصل الأول مداخل إلى العناصر الأساسية في العنوان، وهي الأدوات وعلاقة المصطلح بالحروف وما يتصل بهما من مقاربات، والعربية الفصيحة المعاصرة وما يتصل بها من مفاهيم، فجاءت بعنوان "الأدوات في العربية الفصيحة المعاصرة: حفريات معرفية". أما الفصل الثاني يحمل العنوان "الأدوات بين مقولة الصواب والخطأ ومفهوم التطور اللغوي: أنظار وتطبيقات"، وهو دراسة لعدد من النماذج والمقولات في ضوء مقولة التطور اللغوي، تمايزت بين التخطيء والتقبل ومنها ما تجاوز ذلك إلى التفسير والإستثمار.

وأما الفصل الثالث، فعنوانه "التطور اللغوي في الأدوات: بحث من المنظور التاريخي"، وهو فصل يربط الأدوات بالأساليب، ويحاول النظر إلى ما استقر في الاستعمال نظرة تاريخية تكشف عن سنن التطور فى اللغة، بما معها يكون جدل الاتصال والانفصال بين المستعمل والمحفوظ.

وأما الفصل الرابع، والمعنون بـ" بنية الأدوات وأنماط ورودها: بحث في التطور اللغوي من منظور النحو العرفاني"، فهو بحث في الاستعمال من خلال العلاقة العرفانية التي تنطلق مما يجري في الذهن وينعكس في اللغة، فتبرز فيه أدوات عرفانية، مثل المقولة والاسترسال والإنحاء، لتنهض بمهمة التفسير.

وقد خلصت الدراسة إلى أن العربية الفصيحة المعاصرة صورة متصلة بالعربية الفصحى لكن أرضيتها التواصلية مختلفة، والمقصود هنا الكتابة. وقد كان للكتابة دور كبير في التكثر من الأدوات، على اعتبار التركيب مناط العناية في الكتابة الحديثة لا اللفظة في ذاتها. وانتهت كذلك إلى ضرورة النظر إلى ما يستقر في الاستعمال نظرة لسانية علمية في ضوء ما توفره مقولة التطور اللغوي من أدوات تفسيرية؛ فما دامت اللغة تُستعمل فهي بالضرورة تتطور، وهذه الحقيقة لا تخالف المعيار، لكنها تعطيه روحا متحركة قادرة على التقاط ما يتحدث في اللغة، ومن ثم ضمه إلى ركنه وقاعدته.

Share

COinS