•  
  •  
 

Abstract

تناقش الورقة عملية تحول الرياض لمدينة ذكية. يروج في الأدبيات التي تتعاطى مع المدن الذكية التعامل معها كغاية في حد ذاتها وليست وسيلة لغاية. في هذه الحالة يكون التركيز على العناصر المادية للمدينة كالمباني الذكية والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) وتطوير إنترنت الأشياء (IoT). على النقيض من ذلك، تتعاطى هذه الدراسة مع المدينة الذكية باعتبارها وسيلة لغاية، بمعنى أنها أداة مساعدة لتحقيق التحول الاجتماعي والانتقال لاقتصاد المعرفة. فهي بهذا تعطي الأولوية للإنسان على العناصر المادية في المدينة. لهذا أهم شيء يتم التركيز عليه هو إعداد السياسات الاستراتيجية لإحداث هذا التحول الاجتماعي المنشود. بناء عليه قامت الرياض بتبني رؤية 2030 الاستراتيجية التي تضم العديد من البرامج والمبادرات لتحقيق هذه الأهداف. تقوم منهجية الدراسة على استخلاص البيانات الثانوية من المصادر الحكومية كالمواقع الرسمية والتقارير الدورية للهيئات والمنظمات ذات العلاقة والأوراق البحثية ذات الصلة. تشير نتائج الدراسة إلى أنه في حالة مدينة الرياض الذكية، فإن للدعم السياسي من أعلى سلطة وبالتالي السياسات الاستراتيجية التي صيغت لتحويل الرياض إلى مدينة ذكية هي التي كان لها الدور الحاسم والأولوية على حساب الجوانب المادية التي تم تطويرها بناء على توجيهات هذه السياسات. إن الإرادة السياسية القوية هي أساس نجاح تحويل الرياض لمدينة ذكية. فهذه الإرادة السياسية هي التي تولت صياغة الرؤية الإستراتيجية 2030 وما تضمنته من برامج ومبادرات، وساهمت بالتالي في ضخ زخم كبير لتحقيق التحول الاجتماعي المنشود وإنشاء مجتمع المعرفة حيث يتم تطوير وتنمية الرأسمال البشري الذي يشكل اللبنة الأساسية لعمال المعرفة knowledge workers في مدينة الرياض الذكية. أما البنية التحتية التكنولوجية المتطورة وإنترنت الأشياء المتقدمة والمباني الذكية ومعها كامل المكونات الستة للمدينة الذكية فهي محصلة تابعة لهذا المجتمع المعرفي الذكي Knowledge-based society ولهؤلاء العمال المهرة والمبدعين Creative workers.

Share

COinS