•  
  •  
 

Abstract

انتشر الإسكان التشاركي حول العالم، بسبب مرونة المنصات الإلكترونية للحجوزات وما تتيحه من تنوع في الخيارات. وقد أدى انتشاره إلى ظهور أنماط متعددة، تتسم ببعض الصفات المشتركة، وتختلف في بعض التفاصيل وآليات التطبيق وطريقة التنظيم. إلا أن سرعة الانتشار أدت في المقابل إلى تهميش الرقابة والتنظيم الرسميين للإسكان التشاركي، مما يستدعي الحاجة إلى تطوير تنظيمات ومعايير معمارية وعمرانية تتلاءم مع تزايد الطلب على الإسكان التشاركي.

لقد كان الإسكان التشاركي، إلى ما قبل ثلاثة عقود تقريباً، أحد أنماط إسكان ضيوف الرحمن في مكة المكرمة. ويُعد إعادة تفعيله بأسلوبه المعاصر، بديلاً مناسب لإسكان المعتمرين، كونه يساهم في تحقق بعض الركائز الاستراتيجية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد البرامج الدافعة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠.

استعرضت الورقة المعايير والتنظيمات المعمارية والعمرانية العالمية للإسكان التشاركي، وحللت لوائحها التنظيمية في خمس دول مختارة، لتحديد المستوى الأساسي المشترك بينها، الذي يحقق الحد الأدنى من الجودة، من خلال تصنيفها وفرزها، بما يحقق المصالح المشتركة للضيوف والمضيفين.

يمثل تحديد المستوى الأساسي للمعايير والتنظيمات العالمية للإسكان التشاركي الخطوة الأولى نحو تطوير معايير معمارية وعمرانية محلية تضمن إعادة تفعيل الإسكان التشاركي لإسكان المعتمرين في مكة المكرمة بأسلوبه المعاصر، وبما يلائم المتغيرات المتعلقة بخصائص المعتمرين وتفضيلاتهم ومتطلباتهم السكنية، وخصائص المشاريع الكبرى في مكة المكرمة، وتتناسب مع لائحة إدارة مرافق الضيافة السياحية، وكود البناء السعودي، والضوابط والاشتراطات البلدية، ومتطلبات السلامة المطبقة، وغيرها من الضوابط المتعلقة بإسكان الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة.

Share

COinS